في 27 أبريل 2025، عاش مجمع طيبة التربوي لحظة استثنائية في الحديقة اليابانية بتونس، من خلال يوم خُصّص للتضامن والمواطنة، وذلك عبر سوق المستعمل التضامني وماراثون طيبة 05.
هدف المشروع
كان الهدف من هذا النشاط هو جمع التبرعات لدعم مدرسة النور للمكفوفين، من خلال تمويل اقتناء ألعاب مطاطية مخصصة، والمساهمة في تحسين بيئتهم المدرسية.
إلى جانب الهدف المادي، كانت لهذه التظاهرة غاية أعمق: وهي توفير تجربة تربوية حيّة وتحويلية لتلامذتنا، تغرس فيهم قيم التضامن، والمواطنة، والانخراط الفعّال في المجتمع.
تعبئة بشرية استثنائية


شارك ما يقارب 1800 شخص في هذا الحدث، في تجلٍ رائع لروح التضامن. من بينهم، سجّل 620 تلميذًا في الماراثون التضامني، معبّرين عن التزامهم الفعّال تجاه قضية مشتركة. كما شارك عدد كبير من الأولياء، والشركاء، وأفراد من الأسرة التربوية، مما عزز الديناميكية الجماعية وساهم بشكل كبير في نجاح هذه المبادرة.
انطلقت فعاليات اليوم بعزف النشيد الوطني التونسي، تلاه النشيد الوطني الفلسطيني، في رمزٍ للتضامن الإنساني الشامل. وقد حملت أكشاك سوق المستعمل أسماء مدن فلسطينية، وكان تلامذتنا هم من قاموا بتنشيطها، حيث عرضوا ملابس، ألعابًا، حلويات، منتوجات يدوية، بالإضافة إلى إبداعاتهم الخاصة.
تعلّم حقيقي: قيم نُعيشها، لا نُدرّسها فقط


من خلال هذه التجربة الميدانية، اكتسب تلامذتنا ما هو أعمق من مجرد مهارات تنظيمية. فقد اكتشفوا المعنى الحقيقي للالتزام المدني، وعاشوا قيمة التضامن من خلال انخراطهم في قضية تتجاوز واقعهم اليومي. لقد مكّنتهم هذه المغامرة الجماعية من تنمية مهارات حياتية أساسية مثل: التواصل، الاستقلالية، العمل الجماعي، والمثابرة. كما خاضوا تجربة حيّة لـ القيادة المسؤولة والمبادرة الاجتماعية الهادفة.
لقد أدركوا من خلال التجربة أن كل عمل، مهما كان صغيرا، يمكن أن يزرع تغييرا كبيرا.
لقد كان درسًا حقيقيًا في الحياة في الميدان، حيث تم ترسيخ قيم الإيثار والإنسانية والمبادرة بشكل أعمق بكثير مما كانت عليه في الفصول الدراسية.
لحظة مليئة بالعاطفة والإنجاز

لقد كان استقبال تلاميذ مدرسة النور، برفقة أوليائهم، والمدير سي كيلاني، والمربية المتميزة السيدة درة، من أبرز لحظات هذا اليوم. لقد أثرت جوقتهم، وأغانيهم، وابتساماتهم، في قلوب جميع الحاضرين.
لقد جسّد الماراثون التضامني، الذي ركض فيه كل تلميذ كفيف برفقة تلميذ مبصر من مجموعة طيبة التعليمية، بشكل مؤثر قيم التعاون، والأمل، والأخوّة.
في الختام، وتحت تصفيق حار وقوفًا، أعلنا أن الهدف قد تحقق وتجاوزه، وذلك بفضل الجهد الجماعي وكرم أحد الأولياء المجهولين الذي جاء ليُكمل المبلغ المُجمع.
الحصيلة: نجاح تربوي وإنساني
تجاوزًا للنجاح المادي، غرسنا في قلوب تلاميذنا بذور المواطنة الفاعلة، والتعاطف، والشجاعة. لقد أثبتنا أن أقوى أنواع التعليم هو ذاك الذي يُعاش بالفعل، وبالعاطفة، وبالالتزام الحقيقي.
تُجدّد مجموعة طيبة التعليمية التزامها بتكوين جيل من الشباب القادرين ليس فقط على النجاح الأكاديمي، بل أيضًا على الإسهام الإيجابي في العالم من حولهم.
نشكر جميع من ساهم في جعل هذا اليوم نجاحًا لا يُنسى: تلاميذنا، وأولياء الأمور، والمعلمين، وشركاءنا، وبطبيعة الحال، ضيوفنا من مدرسة النور.
في طيبة، نؤمن بأنه من خلال العمل بقلب وقناعة، يمكننا تغيير العالم، خطوة بخطوة.