فضاء "نور طيبة": جسر للفرح والشراكة التربوية بين مؤسسات طيبة والمدرسة الابتدائية "النور" للمكفوفين
في إطار محور المواطنة وضمن مشروع التطوّع، خطّ تلاميذ مؤسسات طيبة التربوية هذا العام فصلاً جديدًا من فصول العطاء، محولين التضامن إلى فعل حيّ، وجاعلين من الفرحة جسراً يربط القلوب.
من خلال مبادرة إنسانية، سعى التلاميذ إلى إحداث تغيير ملموس عبر تهيئة فضاء ترفيهي بالمدرسة الابتدائية "النور" للمكفوفين، التي تستقبل تلاميذ من 11 ولاية تونسية، ويقيم عدد كبير منهم داخليًا نظرًا لبعدهم الجغرافي عن أسرهم.
من حُلم تلميذ صغير.. إلى فضاء يمنح السعادة الحقيقية 💕 #فضاء_نور_طيبة
"من حقّهم يلعبوا.. ومن واجبنا نفرّحوهم"
إيمانًا منّا بأن اللعب حق تربوي أساسي ورافعة للنمو النفسي والاجتماعي للأطفال، انطلقت فرق العمل من مربين وتلاميذ بكل حماس كـ"خلايا نحل" للإعداد لمبادرة Vide Grenier، السوق الخيرية السنوية التي جسد فيها "الباعة الصغار" روح المبادرة والعمل الجماعي، عبر عرض منتوجاتهم اليدوية، ابتكاراتهم الفنية، مأكولاتهم، وملابسهم المستعملة، في مشهد نابض بالحياة والتعلّم بالممارسة.
وفي 27 أفريل 2025، انطلقت تظاهرة "ماراطون طيبة + Vide Grenier"، التي جمعت بين الرياضة، التربية، والعمل الإنساني. وقد لاقت هذه التظاهرة صدى واسعًا تجاوز أسوار المدرسة، بمتابعة من وسائل الإعلام العمومية والخاصة، وحضور شخصيات بارزة من عالم الفن والرياضة، من بينهم الممثلان خالد بوزيد وإكرام عزوز، والرياضيون وسام يحيى، توفيق الهيشري ونعيم ضيف الله.
يوم استثنائي يومٌ تجلت فيه أسمى معاني الدمج والتضامن، حيث اجتمع أطفال المؤسستين ليلعبوا، ينشدوا، يضحكوا ويتنافسوا جنبًا إلى جنب… يدًا بيد، كما نطمح أن يكونوا دائمًا.
من الإذاعة الوطنية، تنقل السيدة أسماء غربال قصة "فضاء نور طيبة"
وقد تُوّج هذا المسار التربوي والتضامني يوم 26 ماي 2025، بافتتاح فضاء الألعاب "نور طيبة" بالمدرسة الابتدائية "النور" للمكفوفين، ليظل شاهدًا حيًا على شراكة تربوية وإنسانية مستدامة، تجسدت في أنشطة ثقافية، رياضية وتربوية مشتركة من خلال الأندية واللقاءات الدورية بين المؤسستين.
ومن بين المبادرات المتميزة ضمن هذا الإطار، مشروع: "طيبة تقرأ لهم، معهم ومن أجلهم" حيث سجّل تلاميذ طيبة مقاطع صوتية مهداة إلى أصدقائهم المكفوفين، لتكون الكلمة جسرًا للتواصل والمحبة، وتصبح القراءة صوتًا للاندماج والاعتراف المتبادل.
هكذا تتواصل رحلة طيبة التربوية، حيث يتحول العطاء إلى ثقافة، والتضامن إلى أسلوب حياة، والفرح إلى حق مشترك لكل طفل، أينما كان.